background

Sunday 25 November 2012

تطور مفهوم الأدب العربي



                       
الأدب عند العرب في الجاهلية :
    في العصر الجاهلي ــ وهو أقدم مايعرف من  أدوار تاريخ الأدب العربي ــ لاتوجد نصوص تشير إلى أن كلمة ( أدب ) فيه كانت تعنى ماتحمله في هذا العصر من معنى ، بل إن هذه الكلمة كانت قد عرفت في معنى ضيق جداً ، وهو الدعوة إلى مأدبة أو وليمة ،وفي ذلك يقول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد :
نحن في المشتاة ندعو الجفلى               لاترى الآدب فينا ينتقر
والجفلى : هي الدعوة العامة ، والآدب هو الداعي ، وينتقر أي يتخير أو يختار ، وبهذا يفتخر الشاعر بأنهم كانوا يقيمون المآدب في الشتاء ، ويجعلونها عامة لكل عابر سبيل إذ أنهم لم يكونوا يختارون من يحضر إلى تلك المآدب . وهذا معنى ضيق جداً ، وبعيد كثيراً عن معنى كلمة ( أدب ) في العصر الحديث .
ثم عرف العرب من معاني الأدب أنه الخلق المهذب ، والطبع القويم ، والمعاملة الكريمة للناس ، نرى هذا المعنى في النص الجاهلي الذي ورد عند عتبة بن ربيعة ، وهو يصف لابنته هند زوجها أبا سفيان ، من غير أن يسميه لها ، فقد جاء في هذا الوصف = ... بدر أرومته ، وعز عشيرته ، يؤدب أهله ولايؤدبونه + . وواضح من هذا النص أن المراد به هو أنه ذو خلق نبيل ، وأنه يأخذ أسرته باتباع هذا الخلق النبيل . وفي رد هند بنته مايدل على هذا المعنى أيضاً ، إذ قالت : = إني سآخذه بأدب البعل + . تريد أنها ستعامله بالخلق الكريم الذي ينبغي أن يعامل به الزوج .

nالأدب في عصر صدر الإسلام  :
       لما جاء الإسلام ووضعت  أصول الآداب ، واجتمع المسلمون على أن الدين أخلاق يتخلق بها ، فشت الكلمة،أما حديث ( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) فعلى الرغم من صحة معناه إلا أنه حديث ضعيف قال عنه ابن تيمية ـ رحمه الله ـ (لايعرف له إسناد ثابت ) ، ولكن في هذا العصر استخدمه شاعر مخضرم يسمى سهم بن حنظلة الغنوي بنفس المعنى إذ يقول :
لايمنعُ الناس منِّي ما  أردت ولا            أعطيهم ما أرادوا حُسنَ ذَا أدبا

n مفهوم الأدب في العصر الحديث :
     أخذت كلمة ( أدب ) منذ أواسط القرن الماضي تدل على معنيين :
1-               معنى عام ، يدل على كل ما يكتب في اللغة مهما يكن موضوعه ومهما يكن أسلوبه، سواء  أكان علماً أم فلسفة أم أدباً خالصاً ، فكل ما ينتجه العقل والشعور يسمى أدباً .
2-      معنى خاص ، هو الأدب الخالص الذي لا يراد به مجرد التعبير عن معنى من المعاني ، بل يراد به ـ أيضاً ـ أن يكون جميلاً بحيث يؤثر في عواطف القارئ والسامع على نحو ما هو معروف في صناعتي الشعر وفنون النثر الأدبية مثل : الخطابة ، والأمثال ، والقصص ، والمسرحيات ، والمقامات .


 

                                                                                                                            

No comments:

Post a Comment